فرط نشاط المثانة هو اضطراب وظيفي في المثانة يؤدي إلى الشعور المفاجئ والمتكرر بالحاجة إلى التبول. في بعض الحالات، قد يصاحبه تسرب للبول، وهو ما يُعرف بسلس البول الإلحاحي. يُسبب هذا الاضطراب تقلصات غير طبيعية في العضلات الملساء للمثانة، مما يؤدي إلى حدوث انقباضات في المثانة قبل أن تكون ممتلئة تمامًا، وبالتالي الشعور بالحاجة إلى التبول بشكل متكرر أو مُلح.
اسباب فرط نشاط المثانة
يعود فرط نشاط المثانة إلى عدة أسباب قد تتعلق بالعوامل العصبية أو العضلية أو الهيكلية للمثانة. قد تتضمن الأسباب المحتملة:
- تلف الأعصاب: الأعصاب التي تتحكم في المثانة قد تتأثر بحالات معينة مثل السكتة الدماغية، مرض باركنسون، أو التصلب المتعدد، مما يؤدي إلى عدم قدرة المثانة على التحكم في التبول بشكل طبيعي.
- الإصابات أو العمليات الجراحية: العمليات الجراحية في الحوض أو إصابات الحبل الشوكي قد تؤثر على قدرة المثانة في السيطرة على التبول.
- العدوى: التهاب المسالك البولية (UTI) قد يسبب تهيجًا في المثانة، مما يؤدي إلى زيادة التبول والشعور بالاحتياج الملح للتبول.
- فرط النشاط العضلي: في بعض الحالات، قد تكون العضلات المسؤولة عن التحكم في المثانة مفرطة النشاط، مما يؤدي إلى الانقباضات غير الإرادية التي تسبب الشعور بالحاجة المستمرة للتبول.
- التغيرات الهرمونية: التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء انقطاع الطمث مثل نقص هرمون الاستروجين قد تؤثر على وظيفة المثانة.
- بعض الأدوية أو المشروبات: يمكن أن تسبب بعض الأدوية مثل مدرات البول أو الإفراط في استهلاك الكافيين زيادة سريعة في امتلاء المثانة، مما يؤدي إلى تسرب البول في بعض الأحيان.
- الحالات الطبية الأخرى: بعض الحالات الطبية مثل السكري أو السمنة يمكن أن تزيد من احتمالية حدوث فرط نشاط المثانة.
أعراض فرط نشاط المثانة
تشمل أعراض فرط نشاط المثانة عدة مظاهر قد تختلف من شخص لآخر، ومن أبرز هذه الأعراض:
- الحاجة المتكررة للتبول: قد يشعر الشخص بالحاجة للتبول أكثر من ثماني مرات في اليوم، وهو ما يتجاوز المعدل الطبيعي. وهذا يشمل التبول أثناء الليل، مما قد يؤثر على النوم ويُسبب الأرق.
- التبول الليلي: حيث يستيقظ الشخص عدة مرات في الليل بسبب الحاجة للتبول.
- الشعور المُلح بالتبول: يعاني المريض من إحساس مفاجئ وقوي بالحاجة إلى التبول، وقد لا يكون لديه الوقت الكافي للوصول إلى الحمام.
- التسرب البولي: قد يحدث تسرب غير طوعي للبول (سلس البول) في الحالات التي تكون فيها الحاجة للتبول ملحة جدًا ولا يمكن للمرء أن يصل إلى الحمام في الوقت المناسب.
- الشعور بعدم إفراغ المثانة بالكامل: قد يشعر الشخص في بعض الحالات بأن المثانة لم تفرغ تمامًا بعد التبول، وهو ما يسبب شعورًا غير مريح.
تشخيص فرط نشاط المثانة
لتشخيص فرط نشاط المثانة، قد يقوم الطبيب بعدة فحوصات تساعد في تحديد الحالة بدقة. وتشمل هذه الفحوصات:
تحليل البول
يتم جمع عينة من البول وفحصها تحت المجهر للكشف عن أي علامات تدل على وجود عدوى أو مشاكل أخرى في المسالك البولية.
اختبارات ديناميكية البول
تتضمن هذه الاختبارات قياس كمية البول المتبقية في المثانة بعد التبول، بالإضافة إلى تحليل حجم البول الذي تم إخراجه، سرعة التبول، ومستوى الضغط داخل المثانة أثناء امتلائها.
الموجات فوق الصوتية (السونار)
يعد السونار أحد الفحوصات التصويرية التي تستخدم الموجات الصوتية لتوفير صور دقيقة للمثانة، مما يساعد في الكشف عن أي مشاكل هيكلية أو تشوهات.
التصوير المقطعي المحوسب (CT)
يستخدم هذا الفحص تقنيات التصوير ثلاثي الأبعاد للحصول على صور دقيقة للمثانة، ما يساعد في تقييم حالتها بشكل مفصل.
تنظير المثانة
يتم في هذا الفحص إدخال منظار المثانة عبر مجرى البول للتمكن من مشاهدة داخل المثانة بشكل مباشر. يساعد هذا الفحص في الكشف عن أي تغييرات أو مشكلات في جدار المثانة.
علاج فرط نشاط المثانة
تتوفر العديد من الخيارات العلاجية لفرط نشاط المثانة، والتي تهدف إلى تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة. تشمل هذه الخيارات:
العلاجات السلوكية وتغيير نمط الحياة
ومنها ما يلي:
تدريب المثانة
يعد تدريب المثانة أحد الأساليب المهمة في إدارة فرط نشاط المثانة. يتضمن ذلك تحديد أوقات معينة للذهاب إلى المرحاض، بغض النظر عن الشعور بالحاجة للتبول. يمكن تتبع هذه المواعيد باستخدام سجل يومي لمعرفة مدى التكرار في التبول. بعد فترة، يوصى بزيادة الوقت بين كل زيارة إلى الحمام بمقدار 15 دقيقة، مما يساعد في تدريب المثانة على الاحتفاظ بكميات أكبر من البول قبل الحاجة للتبول.
الحفاظ على وزن صحي
إذا كنت تعاني من زيادة الوزن، يمكن أن يساعد فقدان الوزن في تخفيف الأعراض المرتبطة بفرط نشاط المثانة. هذا الأمر يمكن أن يكون مفيدًا بشكل خاص إذا كنت تعاني من سلس البول الإجهادي.
مراقبة النظام الغذائي
الابتعاد عن الأطعمة والمشروبات التي قد تزيد من تفاقم الأعراض، مثل:
- الشوكولاتة.
- الشاي والقهوة.
- المشروبات الغازية.
- الطماطم ومنتجاتها.
- الأطعمة والمشروبات الحارة والحامضة.
- الأطعمة التي تحتوي على المحليات الصناعية، مثل المشروبات الغازية المخصصة للحمية وبعض أنواع العلكة.
التخلص من الإمساك
الإمساك يمكن أن يزيد الضغط على المثانة ويؤثر على وظائفها. للتخلص من الإمساك، يوصى بزيادة تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة. كما يُنصح بشرب المزيد من السوائل وممارسة الرياضة بانتظام.
ممارسة تمارين تقوية عضلات قاع الحوض
تمارين كيجل من بين أبرز التمارين التي تقوي عضلات قاع الحوض، مما يساعد في منع التقلصات غير المرغوب فيها للمثانة.
العلاج الدوائي
خلال فترة تدريب المثانة، قد يوصي الطبيب باستخدام أدوية للمساعدة في استعادة وظيفة المثانة بشكل طبيعي. من الأدوية التي تُستخدم عادة لعلاج فرط نشاط المثانة:
- أوكسي بوتينين (Oxybutynin).
- ميرابيجرون (Mirabegron).
- سوليفيناسين (Solifenacin).
تحفيز العصب
يتم تحفيز الأعصاب التي تتحكم في المثانة باستخدام نبضات كهربائية خفيفة لتحسين الأعراض. إحدى الطرق المتبعة هي إدخال سلك رفيع بالقرب من الأعصاب العجزية التي تمر قرب العُصعص، حيث تنقل هذه الأعصاب الإشارات إلى المثانة. يتم تنفيذ هذا الإجراء بتقنية طفيف التوغل، حيث يتم زرع السلك تحت الجلد في أسفل الظهر. بعد ذلك، يتم توصيل جهاز محمول بالسلك لإرسال نبضات كهربائية إلى المثانة، مشابهًا لجهاز تنظيم ضربات القلب.
هذه الإجراءات والعلاجات تهدف إلى تقديم الراحة للمرضى وتحسين وظائف المثانة، وبالتالي تقليل تأثير الأعراض اليومية لفرط نشاط المثانة.
اقرأ أيضًا: التواء الخصية
المراجع:
- Overactive bladder. (2024b, October 18). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/14248-overactive-bladder#symptoms-and-causes
Overactive bladder – Symptoms and causes. (n.d.-b). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/overactive-bladder/symptoms-causes/syc-20355715