متلازمة ألم الحوض المزمن

ألم الحوض المزمن

ألم الحوض المزمن يُعتبر من الآلام المستمرة والتي قد تعيق الأنشطة اليومية للمُصاب وغالبًا ما تكون مرتبطة بمشاكل صحية أخرى.

سيقدم لنا الدكتور بلال أبو زايد أخصائي الكلى والمسالك البولية وأمراض الذكورة والعقم لدى الرجال في هذا المقال أهم المعلومات عن متلازمة ألم الحوض المزمن.

متلازمة ألم الحوض المزمن

تتميز متلازمة ألم الحوض المزمن بالشعور بألم بمنطقة أسفل السّرة وبين الوركين وغالبًا ما يستمر لمدة ستة أشهر أو أكثر.

أعراض متلازمة ألم الحوض المزمن

تتراوح حدّة الألم لهذه المتلازمة ما بين الخفيفة إلى الشديدة، وقد يشعر المُصاب بالألم المزمن في أجزاء مختلفة من منطقة الحوض، وليس في مكان واحد فقط، مثل:

  • المستقيم.
  • الفرج أو المهبل.
  • المثانة.
  • آلام أسفل البطن والفخذ.
  • الخصية.

قد يحدث الألم أيضًا في المواقف التالية:

  • أثناء الجماع.
  • خلال التبرّز أو التبول.
  • عند الجلوس أو الوقوف لفترة طويلة.

ويتميز الألم عادًة بالسمات التالية:

  • شديد ومستمر.
  • متقطع أي يظهر ويختفي.
  • الشعور بضغط أو ثقل داخل الحوض.

قد يُرافق الألم أيضًا أعراضًا أخرى مثل:

  • الانتفاخ.
  • اضطراب المعدة.
  • الشعور بحاجة ملحة أو متكررة إلى التبول.
  • الإمساك أو الإسهال.

اقرأ أيضًا: التهاب المسالك البولية عند الرجال.

الأسباب

في بعض الأحيان، قد يصعب إيجاد سبب محدد لحدوث الألم ويرجع ذلك عادة إلى أن الألم يرتبط مباشرة بالأعصاب والعضلات داخل الحوض.

ولكن في بعض الحالات قد تُظهر الفحوصات أن مرضًا واحدًا هو السبب، وفي حالات أخرى، قد ينجم الألم نتيجة الإصابة بأكثر من حالة طبية واحدة، على سبيل المثال، بعض المرضى قد يُصابون بـ بطانة الرحم المهاجرة إلى جانب التهاب المثانة الخلالي، وكلاهما يؤدي للشعور بآلام الحوض المزمنة.

تشمل بعض أسباب ألم الحوض المزمن ما يلي:

مرض التهاب الحوض المزمن

عادًة ما تنجم هذه الحالة عن الإصابة بعدوى طويلة الأمد (غري مُعالجة)، والتي تنتشر غالبًا من خلال الجماع.

بطانة الرحم المهاجرة

ويتضمن نمو أنسجة تشبه بطانة الرحم خارجه، وعادًة ما يُسبب حدوث ألم أو عقم.

مشاكل ترتبط بالعضلات والعظام

فبعض المشاكل الصحية التي تؤثر على العظام والمفاصل والأنسجة الضامة قد تؤدي إلى ألم مستمر في الحوض ومنها:

  • الألم العضلي الليفي.
  • حدوث شدّ في عضلات القاع الحوضي.
  • تورم مفصل العانة أو الفتق.

متلازمة تهيج القولون العصبي (IBS)

 عادًة ما تسبب متلازمة تهيج القولون العصبي، أعراضًا مثل: الانتفاخ أو الإمساك أو الإسهال، والتي قد تؤدي إلى ألم الحوض والشعور بالضغط.

مضاعفات إجراء عملية جراحية

خاصًة عملية استئصال أحد الـمِبيَضين أو كليهما، حيثُ في بعض الأحيان قد يتم ترك قطعة صغيرة من المِبيَض بالداخل عن طريق الخط، وفي حال تُركت قد تؤدي مع مرور الوقت إلى شكّل أكياسًا مؤلمة.

الأورام الليفية الرحمية

قد تؤدي هذه الأورام الحميدة إلى الشعور بضغط أو ثقل في منطقة أسفل المعدة أو أسفل الظهر.

التهاب المثانة الخلالي

وهي أحد المشاكل التي تسبب ألم متكرر ومستمر في المثانة إلى جانب الحاجة المتكررة للتبول.

وقد يشعر المُصاب بألم في الحوض عند امتلاء المثانة، وقد يتحسن الألم لفترة بعد إفراغ المثانة.

متلازمة الاحتقان الحوضي

يمكن أن تؤدي الأوردة المتضخمة التي تشبه الدوالي حول الرحم والـمِبيَضين إلى الإصابة بآلام في الحوض.

مشاكل نفسية

هناك بعض الاضطرابات النفسية التي قد تكون سببًا في زيادة احتمالية الإصابة بألم الحوض المزمن وهي:

  • الاكتئاب أو التوتر على المدى الطويل.
  • التعرض سابقًا للاعتداء البدني.

تشخيص ألم الحوض المزمن

قد يحتاج تشخيص متلازمة ألم الحوض المزمن لبعض الوقت وذلك للبحث عن المُسبب، حيثُ يقوم الطبيب بدايًة بالسؤال عن الأعراض وعن التاريخ الصحي للمريض وعائلته.

كما قد يُجري الفحوصات التالية:

  • فحص داخلي للحوض: وذلك يتضمن البحث عن الزوائد غير الطبيعية أو عن وجود توتر في عضلات القاع الحوضي.
  • الفحوصات المخبرية: مثل اختبار الدم الشامل أو تحليل البول للتحقق من وجود عدوى في الجهاز البولي أو عدوى منقولة جنسيًّا.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار): ويتمثّل بالتقاط صور للأنسجة والأعضاء وذلك للبحث عن زوائد أو تكيسات في المبيض أو الرحم أو قناة فالوب.
  • اختبارات تصويرية أخرى: فقد يطلب الطبيب إجراء تصوير مقطعي محوسب أو تصوير بالرنين المغناطيسي.
  • تنظير البطن: وهو إجراء جراحي بسيط يتضمن إدخال المنظار في نهايته ضوء وكاميرا من خلال شق صغير في منطقة البطن برؤية الحوض والتحري عن وجود أنسجة غير طبيعية أو حالات عدوى.

علاج متلازمة ألم الحوض المزمن

يعتمد علاج هذه الحالة على تحديد المُسبب والتخلص منه، ولكن في حال لم تُظهر التحاليل والفحوصات أي سبب واضح لـ متلازمة ألم الحوض المزمن فهنا يتم التركيز على السيطرة على الأعراض وتحسين جودة الحياة.

وفيما يلي نوضح أهم الخيارات العلاجية:

مسكنات الألم

أهمها الأيبوبروفين (Ibuprofen) والأسيتامينوفين (Acetaminophen)، والتي قد تكون فعالة في التخلص من الألم المزمن.

العلاجات الهرمونية

أهمها حبوب منع الحمل عن طريق الفم، والتي توصف عادًة في حالات بطانة الرحم المهاجرة.

المضادات الحيوية

إذا كان مصدر الألم ناجمًا عن العدوى أو مرض التهاب الحوض فقد يصف الطبيب المضادات الحيوية.

مرخيات العضلات

يمكن أن تساعد بعض هذه الأدوية على إرخاء العضلات المرتبطة بألم الحوض.

مضادات الاكتئاب

في بعض الأحيان قد تكون بعض أنواع مضادات الاكتئاب مفيدة لعلاج الألم المزمن.

الجراحة

إذا لم تنجح العلاجات السابقة في تخفيف الأعراض،  خاصًة في حالات بطانة الرحم المهاجرة أو الأورام الليفية فقد يوصي الطبيب بإجراء الجراحة ومنها:

  • تنظير البطن: ويتضمن إزالة أنسجة الرحم الخارجية التي تسبب الألم من خلال شق جراحي صغير واحد أو أكثر.
  • استئصال الرحم: في حالات نادرة قد يوصي الطبيب باستئصال الرحم.

المراجع:

  1. Chronic pelvic pain – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2024, February 28). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/chronic-pelvic-pain/symptoms-causes/syc-20354368
  2. Dydyk, A. M., & Gupta, N. (2023, April 1). Chronic pelvic pain. StatPearls – NCBI Bookshelf. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK554585/#:~:text=Chronic%20pelvic%20pain%20can%20be,the%20United%20States%20is%20affected.
  3. Pelvic Rehab. (2023, December 4). Chronic Pelvic pain Syndrome (CPPS) treatment options. https://pelvicrehabilitation.com/conditions/chronic-pelvic-pain-syndrome-cpps/
Tags: No tags

Comments are closed.