التهاب المثانة الخلالي يعتبر من المشاكل المزمنة (طويلة الأمد) التي تحدث نتيجة التهاب وتهيج داخل جدار المثانة، مما يُسبب الضغط داخل المثانة، وألم بها وفي بعض الأحيان ألم في الحوض.
يمكن أن يؤدي التهيج إلى تندب وتصلب في المثانة، بحيثُ تُصبح المثانة لا تستطيع استيعاب كمية كبيرة من البول كما كانت من قبل.
أعراض التهاب المثانة الخلالي
تشمل الأعراض الرئيسية لالتهاب المثانة الخلالي ما يلي:
- ألم شديد في الحوض، في الجزء السفلي من البطن.
- ألم مزمن في الحوض أو بين المهبل والشرج بالنسبة للنساء، أما في الرجال فقد يُعانون من ألم بين كيس الصفن ومنطقة العِجان في الرجال.
- الرغبة القوية المفاجئة في التبول.
- الحاجة إلى التبول أكثر من المعتاد.
- ألم في أسفل بطنك عند امتلاء المثانة، ويخف عند التبول.
- الاستيقاظ عدة مرات أثناء الليل للتبول.
- صعوبة التبول.
- سلس البول.
- وجود دم في البول.
الأسباب وعوامل الخطورة
لم يتم إلى الآن تحديد سبب معروف لالتهاب المثانة الخلالي، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة ومنها:
- الجنس: حيثُ تزيد نسبة الإصابة بين الإناث مقارنًة بالرجال.
- العمر: إذ لوحظ بأن معظم الإصابات كانت بين الأشخاص الذين يبلغون من العمر 30 عام أو أكبر.
- المُعاناة من اضطراب ألم مزمن: إذ قد يكون التهاب المثانة الخلالي مرتبطًا باضطرابات الألم المزمنة الأخرى، مثل متلازمة القولون المتهيج أو الألم الليفي العضلي.
كيف يتم تشخيص هذه الحالة؟
في الواقع لا يوجد اختبار محدد لتشخيص التهاب المثانة الخلالي، ولكن عادًة ما يقوم الطبيب بإجراء اختبارات لاستبعاد الحالات الأخرى التي قد تكون أعراضها مشابه مثل:
- التهابات المسالك البولية.
- سرطان المثانة.
- الأمراض المنقولة جنسياً.
- حصوات الكلى.
- بطانة الرحم المهاجرة.
- التهاب البروستاتا.
- متلازمة آلام الحوض المزمنة.
وتشمل الفحوصات التي يُمكن أن يطلبها الطبيب ما يلي:
- تحليل البول: حيثُ يؤخذ عينة بول ويتم إرسالها إلى المختبر للتحقق من العدوى.
- تنظير المثانة: ويتضمن استخدام أنبوب رفيع مزود بكاميرا لرؤية الجزء الداخلي من المثانة والإحليل، وعادةً ما يوصى به في حالة وجود دم في البول أو إذا لم يساعد العلاج.
- خزعة المثانة والإحليل: يتم أخذ قطعة صغيرة من الأنسجة واختبارها. ويتم ذلك عادة أثناء تنظير المثانة.
- تمدد المثانة: حيث يتم ملئ المثانة بالسائل أو الغاز لتمديدها، لمعرفة قدرتها على الامتلاء وعادًة ويتم ذلك عن طريق تنظير المثانة وتحت تأثير التخدير.
- أخذ عينة من البروستاتا: يقوم الطبيب بالضغط على البروستاتا وأخذ عينة من السائل وفحصه.
اقرأ أيضًا: العقم.
كيف يتم علاج التهاب المثانة الخلالي؟
يعتمد العلاج بشكلٍ رئيسي على تخفيف الأعراض، وقد يستغرق الأمر أسابيع أو أشهر لتهدئة الأعراض.
هناك العديد من الخيارات العلاجية التي قد يوصى بها في هذه الحالة وتشمل الآتي:
العلاجات المنزلية أو نمط الحياة
تتمثل المرحلة الأولى من العلاج في محاولة تجنب المحفزات ومحاولة إجراء تغييرات في نمط الحياة قد تساعد في تخفيف الأعراض.
وتشمل الآتي:
- تدريب المثانة على تحمل المزيد من البول: على سبيل المثال، إذا شعرت بالحاجة إلى التبول كل نصف ساعة، فحاول تأجيل إفراغ المثانة إلى 45 دقيقة وهكذا.
- تجنب التوتر: إذ قد تساعد تقنيات الاسترخاء أو التحدث إلى صديق أو ممارسة الهوايات في تخفيف التوتر.
- ارتداء ملابس فضفاضة: الملابس الضيقة يمكن أن تضغط على المثانة.
- ممارسة التمارين ذات التأثير المنخفض: على سبيل المثال، المشي أو التمدد.
- تجنب الأطعمة التي تحفز المثانة وتهيجها مثل:
- الحمضيات مثل البرتقال والليمون.
- الطماطم.
- الشوكولاتة.
- المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والمشروبات الغازية.
- الطعام الحار.
- المحليات الصناعية.
- الإقلاع عن التدخين.
العلاج الطبيعي
يُمكن أن يُساعد العلاج الطبيعي في التخفيف من ألم الحوض المرتبط بألم العضلات، أو تقييد الأنسجة الضامة أو تشوهات العضلات في قاع الحوض.
أدوية لعلاج التهاب المثانة الخلالي
في بعض الأحيان قد يوصي الطبيب ببعض الأدوية التي قد تلعب دورًا في تحسين الأعراض الالتهاب ومن الأمثلة عليها:
- مضادات الالتهاب اللاسترويدية: مثل أيبوبروفين (Ibuprofen) أو نابروكسين (Naproxen) والتي تُساعد على تخفيف الألم.
- مضادات الهيستامين: مثل لوراتادين (Loratadine)، قد تلعب هذه الأدوية دورًا في تخفيف الإلحاح البولي وتكراره وتخفف من حدة الأعراض الأخرى.
تحفيز العصب
ومن تقنيات التحفيز العصبي ما يلي:
التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد (TENS)
يتضمن إطلاق نبضات كهربية خفيفة عبر الجلد قد تُساهم في الآتي:
- تحسين آلام الحوض.
- تعزيز تدفق الدم إلى المثانة، مما يُساعد على تقوية العضلات التي تساعد على التحكم في المثانة أو إطلاق المواد التي تمنع الألم.
تحفيز العصب العجزي
الأعصاب العجزية هي الأعصاب التي تصل بين العمود الفقري والأعصاب الموجودة في المثانة.
وقد يُساهم تحفيز هذه الأعصاب بواسطة سلك رفيع يوضع بالقرب من هذه الأعصاب بالتقليل من إلحاح البول المرتبط بالتهاب المثانة الخلالي.
الجراحة
نادرًا ما يكون هناك حاجة لعلاج التهاب المثانة الخلالي بواسطة الجراحة، حيثُ قد يوصى بالجراة في حال كان المريض يشعر بألم شديد أو من لا تستطيع مثانتهم إلا إستيعاب كميات قليلة من البول ولم تنجح معهم العلاجات السابقة في تخفيف الأعراض.
وتتضمن الخيارات الجراحية:
- التصعيق (Fulguration): تعتبر هذه العملية طفيفة التوغل وتتضمن إدخال الأدوات عبر مجرى البول للتخلص من التندبات والتقرحات التي قد تظهر على جدار المثانة.
- القطع: وهي أيضًا إجراء طفيف التوغل يتضمن إدخال الأدوات الجراحية عبر مجرى البول لقطع المناطق المحيطة بأيّ تقرحات.
- تكبير المثانة: وهي من العمليات النادرة حيثُ يقوم الطبيب بزيادة سعة المثانة من خلال أخذ رقعة من الأمعاء ووضعها على المثانة.
المراجع:
- Interstitial cystitis – Symptoms & causes – Mayo Clinic. (2021, September 29). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/interstitial-cystitis/symptoms-causes/syc-20354357
- Interstitial cystitis. (2021, August 8). Johns Hopkins Medicine. https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/interstitial-cystitis#:~:text
- Website, N. (2024, February 14). Bladder pain syndrome (interstitial cystitis). nhs.uk. https://www.nhs.uk/conditions/interstitial-cystitis/
- Abedin, S. (2009, June 24). Interstitial cystitis. WebMD. https://www.webmd.com/urinary-incontinence-oab/interstitial-cystitis#1-4