ارتجاع البول إلى الحالب أو ما يُسمى أيضًا الجزر المثاني الحالبي ( Vesicoureteral Reflux)، أو الارتداد المثاني الحالبي، يعني حدوث تدفق عكسي للبول، حيث يتدفق البول في الوضع الطبيعي من الكليتين إلى المثانة عبر الحالبين.
ولكن في هذه الحالة يتدفق البول بشكلٍ معاكس أي من المثانة نحو أحد أو كلا الحالبين، وقد يصل في بعض الأحيان إلى الكلى.
.غالبًا ما تؤثر هذه الحالة على الرّضّع والأطفال. وعادًة ما يزيد هذا الاضطراب من خطر التهابات المسالك البولية.
يوضح لنا الدكتور بلال أبو زايد أخصائي الكلى والمسالك البولية وأمراض الذكورة والعقم لدى الرجال في هذا المقال. أكثر عن هذه الحالة
اعراض ارتجاع البول إلى الحالب
غالبًا ما يُصاب الأشخاص الذين يُعانون من ارتجاع البول إلى الحالب بعدوى المسالك البولية. ولا تسبب عدوى المسالك البولية دائمًا أعراض واضحة.
يُمكن أن تشمل الأعراض ما يلي:
- الحاجة المُلحة والمستمرة إلى التبول.
- الشعور بالحرقان عند التبول.
- الحاجة إلى إخراج كمية صغيرة من البول بصورةٍ متكررة
- يظهر البول بشكل غائم.
- الحُمَّى.
- الشعور بألم في الخاصرة أو البطن.
قد يصعب تشخيص الإصابة بعَدوى المسالك البولية في الأطفال، إلا أن هناك بعض الأعراض التي قد تظهر عليهم ومنها:
- حُمَّى من دون سبب واضح.
- فقدان الشهية.
- الانزعاج وكثرة البكاء.
أسباب ارتجاع البول إلى الحالب
يمكن أن يحدث ارتجاع البول إلى الحالب بإحدى الطريقتين التاليتين:
ارتجاع البول إلى الحالب الأولي
وهو النوع الأكثر شيوعًا، ويظهر هذا النوع من ارتجاع البول إلى الحالب منذ الولادة، وذلك نتيجةحدوث خلَل في الصمام الذي يعمل عادًة على منع تدفُّق البول للخلف أي من المثانة إلى الحالبين.
ومع نمو الطفل يزداد طول الحالبان واستقامتهما؛ وبالتالي تتحسّن وظيفة الصمام ويتعافى الطفل.
عادةً ما ينتشر ارتجاع البول إلى الحالب الأولي في العائلة الواحدة؛ وذلك قد يعني بأنه وراثيّ، على الرغم من أن السبب الدقيق لخلل الصمام غير معروف.
الجزر المثاني الحالبي الثانوي
غالبًا ما يظهر هذا النوع عدم قدرة المثانة على إفراغ البول بشكلٍ صحيح، وقد يكون ذلك بسبب انسداد أو فشل يُصيب عضلة المثانة أو تلف الأعصاب التي تتحكم في التفريغ الطبيعي للمثانة.
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة
هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بارتجاع البول إلى الحالب وهي:
- العوامل الوراثية.
- الاضطرابات الخلقية، إذ أن الأطفال الذين يولدون بمشاكل خلقية في الكلى أو في المسالك البولية هم أكثر عرضة للإصابة بارتجاع البول إلى الحالب.
- ضعف المثانة والأمعاء، إذ يعاني الأطفال المصابون بـارتجاع البول إلى الحالب من مشاكل في حركات الأمعاء والتبول، عادةً تنجم عن مشاكل في العضلات أو الأعصاب.
- الجنس، إذ تعد الإناث أكثر عرضة للإصابة من الذكور.
هل ارتجاع البول إلى الحالب مؤلم؟
لا، لا يُسبب ارتجاع البول إلى الحالب ألم، ولكن إذا كان هناك التهاب في المسالك البولية، فقد يأتي ذلك مصحوبًا بألم أثناء التبول وألم في منطقة الكلى أو البطن.
هـل يمكن أن يسبب الارتجاع المثاني الحالبي حصوات الكلى؟
نعم. يمكن أن يسبب أيضًا حصوات الكلى وحصوات في أجزاء أخرى من المسالك البولية مثل المثانة.
هل ارتجاع البول إلى الحالب خطير؟
الارتجاع المثاني الحالبي (VUR) في حد ذاته لا يشكل تهديدًا للحياة. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي إلى التهابات المسالك البولية المتكررة، والتي يمكن أن تسبب تندب الكلى ومن ثم تتفاقم إلى ارتفاع ضغط الدم الكلوي (ارتفاع ضغط الدم الناتج عن أمراض الكلى) وأمراض الكلى.
كيف يتم تشخيص الارتجاع المثاني الحالبي؟
لتشخيص ارتجاع البول إلى الحالب قد يتم إجراء الفحوصات التالية:
تصوير المثانة والإحليل
عبارة عن صورة تتم بواسطة الأشعة السينية للمثانة والإحليل يتم التقاطها قبل وأثناء وبعد التبول.
خلال هذا الإجراء يتم وضع قسطرة صغيرة في مجرى البول تستخدم لملء مثانة الطفل بصبغة خاصة يمكن رؤيتها بالأشعة السينية. حيثُ تُظهر الأشعة السينية ما إذا كان البول يتدفق للخلف من المثانة إلى الحالب.
الموجات فوق الصوتية
تستخدم تقنية التصوير الآمنة وغير المؤلمة هذه الموجات الصوتية لإنشاء صور للمسالك البولية بأكملها للطفل، بما في ذلك الكلى والمثانة.
إذا تم تشخيص الطفل بارتجاع البول إلى الحالب فينبغي أن يخضع للاختبارات التالية بانتظام:
- فحص ضغط الدم: والسبب يعود في ذلك إلى أن مشاكل الكلى تجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم.
- اختبارات الدم: فقد يدل ارتفاع مستويات البروتين أو الكرياتينين هي علامات على تلف الكلى.
- اختبارات وزراعة البول: البروتين الموجود في البول هو علامة على تلف الكلى والبكتيريا الموجودة في البول هي علامة على العدوى.
قد يقوم الطبيب أيضًا بتقييم الحالة بحثًا عن خلل في المثانة والأمعاء (BBD). حيثُ تشمل أعراض مشاكل الأمعاء والمثانة ما يلي:
- الاضطرار إلى التبول بشكل متكرر أو بشكلٍ مفاجئ.
- فترات زمنية طويلة بين التبول.
- سلس البول خلال النهار.
- الإمساك (وذلك يعني ثلاث مرات أو أقل من حركات الأمعاء في الأسبوع).
- سلس البراز.
العلاج
تعتمد خيارات العلاج على عمر الطفل والأعراض التي تظهر عليه ونوع ارتجاع البول إلى الحالب وشدته.
وفيما يلي العلاج بناءً على النوع:
علاج ارتجاع البول إلى الحالب الأولي
قد يتحسن هذا النوع من ارتجاع البول مع تقدم العمر (عادةً عندما يبلغ الطفل 5 سنوات). في بعض الأحيان. ولكن في أحيان أخرى، تكون الجراحة أو الأدوية ضرورية.
الأدوية
حيثُ قد يصف الطبيب عادًة مضادًا حيويًا لعلاج عدوى المسالك البولية (UTI) أو الوقاية منها.
الجراحة
تهدف الجراحة إلى ترميم خلل الصمام الموجود بين المثانة الحالب المتأثِّر، حيث تُساهم الجراحة بمنع البول من التدفُّق إلى الوراء.
وقد يتم إجراء هذه العملية إما من خلال إجراء شق جراحي في بطن الطفل أو بواسطة المنظار.
حقن عوامل التكتل
حيثُ يتم استخدام حمض الهيالورونيك، وهو سائل يشبه الهلام. من خلال حقن كمية صغيرة منه في جدار المثانة بالقرب من فتحة الحالب. حيثُ يتكون انتفاخًا في الأنسجة ويعمل كصمام يجعل من الصعب على البول التدفق للخلف.
علاج ارتجاع البول إلى الحالب الثانوي
يتم علاج هذا النوع عن طريق إزالة الانسداد أو تحسين كيفية إفراغ المثانة، وقد تتضمن الخيارات العلاجية الآتي:
عملية جراحية لإزالة الانسداد أو تصحيح شكل المثانة أو الحالب غير المنتظم.
المضادات الحيوية لمنع أو علاج التهاب المسالك البولية.
القسطرة المتقطعة (حيثُ يتم تصريف المثانة عن طريق إدخال أنبوب رفيع عبر مجرى البول إلى المثانة).
وصف أدوية لتقوية عضلات المثانة.
المراجع:
- Professional, C. C. M. (n.d.-ah). Vesicoureteral Reflux. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/5995-vesicoureteral-reflux#symptoms-and-causes
- Vesicoureteral reflux – Diagnosis and treatment – Mayo Clinic. (2022, February 11). https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/vesicoureteral-reflux/diagnosis-treatment/drc-20378824